أعراض حصوات الكلى وطرق علاجها

أعراض حصوات الكلى: الأسباب والتشخيص والعلاج

تعتبر حصوات الكلى من المشاكل الصحية الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. تُعرف حصوات الكلى بأنها تكتلات صلبة من المعادن والأملاح التي تتشكل داخل الكلى، وتكون قاسية جدًا وصعبة في معظم الأحيان على مرورها عبر المسالك البولية. تختلف أعراض حصوات الكلى في شدتها وأثرها على صحة الشخص، وقد تتراوح من آلام خفيفة إلى حالات طبية تستدعي التدخل الجراحي. في هذا المقال، سنتناول الأعراض المختلفة لحصوات الكلى، أسباب تكوّنها، كيفية تشخيصها، وأساليب العلاج المتاحة.

1. ما هي حصوات الكلى؟

حصوات الكلى هي تكتلات صلبة مكونة من معادن وأملاح تتكون في الكلى نتيجة لترسب هذه المواد بمرور الوقت. تختلف أحجام الحصوات من حصوات صغيرة جدًا يمكن أن تمر عبر المسالك البولية بدون أن يلاحظها الشخص، إلى حصوات كبيرة جدًا قد تتطلب إجراءات طبية لإزالتها. تتكون الحصوات عادة من مزيج من الكالسيوم والأوكسالات والفوسفات، ويمكن أن تحتوي أيضًا على حمض اليوريك أو السيستين.

2. الأعراض الأكثر شيوعًا لحصوات الكلى

تختلف الأعراض التي قد يشعر بها المريض بناءً على حجم الحصوة وموقعها داخل الكلى والمسالك البولية. في بعض الحالات، قد تكون الحصوات صغيرة جدًا بحيث لا تسبب أي أعراض واضحة، بينما في حالات أخرى، يمكن أن تؤدي الحصوات إلى ظهور أعراض مؤلمة للغاية. أبرز هذه الأعراض تشمل:

2.1. ألم حاد في أسفل الظهر أو الجوانب

أحد الأعراض الأكثر شيوعًا لحصوات الكلى هو الشعور بألم حاد ومفاجئ في أسفل الظهر أو في جانبي الجسم. هذا الألم، والذي يُعرف باسم “ألم الكلى”، يحدث عندما تبدأ الحصوة في التحرك من الكلية باتجاه الحالب. قد يكون الألم غير محتمل ويتزايد مع مرور الوقت، ويشعر به الشخص عادة في الجنب أو أسفل البطن.

2.2. ألم أثناء التبول

قد يشعر المريض بألم أو حرقان أثناء التبول نتيجة لوجود الحصوة في المسالك البولية. يتسبب هذا الألم عادة في الشعور بعدم الراحة الشديدة أثناء التبول، وقد يرافقه الشعور بالحاجة المستمرة للتبول حتى لو كانت المثانة فارغة.

2.3. الدم في البول

من الأعراض الشائعة التي قد ترافق حصوات الكلى هو ظهور الدم في البول، ما يعرف بـ “البيلة الدموية”. قد يظهر البول باللون الوردي أو الأحمر بسبب وجود كميات صغيرة من الدم، ويمكن أن يكون ذلك نتيجة للتهيج الذي تسببه الحصوات في جدران المسالك البولية.

2.4. التبول المتكرر

قد يلاحظ المريض زيادة في عدد مرات التبول، خصوصًا إذا كانت الحصوة قريبة من المثانة أو إذا كانت المسالك البولية معرضة للتهيج. قد يشعر المريض بالحاجة الملحة للتبول حتى بعد تفريغ المثانة.

2.5. الغثيان والقيء

في بعض الحالات، يمكن أن تسبب حصوات الكلى شعورًا بالغثيان والقيء، خاصةً إذا كانت الحصوة تسبب انسدادًا في المسالك البولية أو تؤدي إلى احتباس البول. يحدث هذا بسبب التفاعل بين الألم الحاد الذي يشعر به المريض وبين جهازه الهضمي.

2.6. الحمى والقشعريرة

في حالات نادرة، قد يصاب الشخص بحمى وقشعريرة نتيجة للإصابة بعدوى بكتيرية في المسالك البولية بسبب الحصوات. إذا صاحب الحمى الشعور بألم حاد في أسفل الظهر أو الجوانب، يجب على المريض التوجه للطبيب فورًا لتفادي حدوث مضاعفات خطيرة.

2.7. رائحة البول الكريهة

قد تلاحظ بعض الأشخاص تغيرًا في رائحة البول، حيث يصبح البول ذو رائحة كريهة، وهذا قد يكون نتيجة لتراكم البكتيريا أو التهاب في المسالك البولية بسبب حصوة الكلى.

3. العوامل المساهمة في تكوّن حصوات الكلى

تتعدد العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تكون حصوات الكلى، ويمكن تصنيفها إلى عوامل غذائية، وراثية، وبيئية. من أهم العوامل التي تساهم في تكوّن حصوات الكلى:

3.1. الجفاف

أحد الأسباب الرئيسية لتكوّن حصوات الكلى هو قلة شرب السوائل والماء، مما يؤدي إلى زيادة تركيز المواد الكيميائية في البول، مثل الكالسيوم والأوكسالات، وبالتالي تكون الحصوات.

3.2. النظام الغذائي

تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالكالسيوم والأوكسالات (مثل السبانخ والمكسرات والشوكولاتة) يمكن أن يؤدي إلى تراكم هذه المواد داخل الكلى. أيضًا، تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني أو الملح يمكن أن يزيد من خطر تكوّن حصوات الكلى.

3.3. التاريخ العائلي

إذا كان هناك تاريخ عائلي من الإصابة بحصوات الكلى، فقد يكون الشخص أكثر عرضة لتكوين حصوات الكلى بنفسه. الوراثة تلعب دورًا كبيرًا في تحديد القابلية لتكوين الحصوات.

3.4. الأمراض المزمنة

الأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الجهاز الهضمي مثل مرض كرون، هم أكثر عرضة لتكوين حصوات الكلى بسبب التغيرات في التمثيل الغذائي للكالسيوم والأملاح.

3.5. العمر والجنس

تُعتبر حصوات الكلى أكثر شيوعًا لدى الرجال، خصوصًا في الفئة العمرية ما بين 30 و50 عامًا. ومع ذلك، يمكن أن تصيب الحصوات النساء أيضًا، لكن الرجال أكثر عرضة للإصابة بها بشكل عام.

4. تشخيص حصوات الكلى

لتشخيص حصوات الكلى بدقة، يقوم الطبيب بعدد من الفحوصات التي تساعد في تحديد نوع الحصوة وحجمها وموقعها. من أبرز هذه الفحوصات:

4.1. الفحص السريري

أول خطوة في تشخيص حصوات الكلى هي أخذ تاريخ طبي شامل، حيث يسأل الطبيب المريض عن الأعراض التي يشعر بها. كما قد يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني لاستبعاد المشكلات الأخرى التي قد تسبب نفس الأعراض.

4.2. فحص البول

يتم إجراء فحص للبول لبحث عن وجود دم أو صديد أو بلورات يمكن أن تشير إلى وجود حصوة في الكلى.

4.3. الأشعة السينية أو الفحص بالأمواج فوق الصوتية (السونار)

يمكن أن تُظهر الأشعة السينية أو الفحص بالسونار (الألتراساوند) وجود حصوات الكلى وموقعها وحجمها. يُعتبر الفحص بالسونار هو الأكثر شيوعًا وفعالية في تحديد حصوات الكلى.

4.4. التصوير المقطعي (CT)

يعد التصوير المقطعي المحوسب (CT) من أكثر الفحوصات دقة في تشخيص حصوات الكلى، حيث يمكنه تحديد حجم الحصوات بشكل دقيق وتحديد ما إذا كانت الحصوة عالقة في أي جزء من المسالك البولية.

5. علاج حصوات الكلى

تختلف أساليب علاج حصوات الكلى بناءً على حجم الحصوة، مكانها، ووجود أي مضاعفات صحية. تتراوح الخيارات العلاجية من العلاجات المنزلية البسيطة إلى التدخل الجراحي في الحالات المعقدة.

5.1. العلاجات المنزلية

في حالات الحصوات الصغيرة، قد يوصي الطبيب بزيادة شرب السوائل لتحفيز مرور الحصوات عبر المسالك البولية. يمكن استخدام المسكنات لتخفيف الألم أثناء مرور الحصوة. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم وصف أدوية تساعد في تحلل الحصوات أو منع تكوّن حصوات جديدة.

5.2. التفتيت بالموجات الصادمة

في بعض الحالات، إذا كانت الحصوات كبيرة أو عميقة، قد يُوصى باستخدام تقنية تفتيت الحصوات بالموجات الصادمة (ESWL)، التي تستخدم موجات صدمية لتفتيت الحصوة إلى قطع صغيرة يمكن مرورها بسهولة عبر المسالك البولية.

5.3. الجراحة

إذا كانت الحصوة كبيرة جدًا أو عالقة في مكان صعب، قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية لإزالتها. تشمل هذه العمليات الجراحة التقليدية أو الجراحة بالمنظار أو باستخدام الليزر.

5.4. الأدوية

يمكن أن تُستخدم بعض الأدوية لتقليل الألم المرتبط بحصوات الكلى، بالإضافة إلى أدوية لمنع تكوّن حصوات جديدة.

6. الوقاية من حصوات الكلى

للوقاية من حصوات الكلى، يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن يتضمن تناول كميات كافية من السوائل، خصوصًا الماء، بالإضافة إلى تقليل تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والأوكسالات. من الضروري أيضًا تجنب الإفراط في تناول البروتين الحيواني والملح.

في الختام، تُعد حصوات الكلى من المشكلات الصحية التي تت